الأحد، 13 سبتمبر 2009

الأحد، 13 سبتمبر 2009

إنكار النبوات شيمة الفلاسفة والمجوس وعباد الأصنام

إنكار النبوات شيمة الفلاسفة والمجوس وعباد الأصنام
فإن الفلاسفة لم يمكنهم الاعتراف بالملائة والجن والمبدأ والمعاد وافاصيل صفات الرب تعالى وأفعاله مع إنكار النبوات ، بل والحقائق المشاهدة التي لا يمكن إنكارها لم يثبتوها على ما هي عليه ولا أثبتوا حقيقة واحدة على ما هي عليه البتة وهذا ثمرة أنكارهم النبوات فسلبهم الله إدراك الحقائق التي زعموا أن عقولهم كافية في إدراكها فلم يدركوا منها شيئاً على ما هو عليه حتى ولا الماء ولا الهواء ولا الشمس ولا غيرها فمن تأمل مذاهبهم فيها علم أنهم لم يدركوها وإن عرفوا من ذلك بعض ما خفي على غيرهم.
وأما المجوس فأضل واضل.
وأما عباد الأصنام فلا عرفوا الخالق ولا عرفوا حقيقة المخلوقات ولا ميزوا بين الشياطين والملائكة وبين الأرواح الطيبة والخبيثة ، وبين أحسن الحسن وأقبح القبيح ولا عرفوا كمال النفس وما تسعد به ونقصها وما تشقى به.
وأما النصارى فقد عرفت ما الذي أدركوه من معبودهم وما وصفوه به وما الذي قالوه في نبيهم وكيف لم يدركوا حقيقته البتة ووصفوا الله بما هو من أعظم العيوب والنقائص ووصفوا عبده ورسوله بما ليس له بوجه من الوجوه وما عرفوا الله ولا رسوله والمعاد الذي أقروا به لم يدركوا حقيقته ولم يؤمنوا بما جاءت به الرسل من حقيقته إذ لا أكل عندهم في الجنة ولا شراب ولا زوجة هناك ولا حور عين يلذ بهن الرجال كلذاتهم في الدنيا ولا عرفوا حقيقة أنفسهم وما تعسد به وتشقى ومن لم يعرف ذلك فهو أجدر أن لا يعرف حققه شئ كما ينبغي البتة فلا لأنفسهم عرفوا ولا لفاطرها وبارئها ولا لمن جعله الله سبباً في فرحها وسعادتها ولا للموجودات وأنها جميعها فقيرة مربوبة مصنوعة ناطقها وصامتها وأدميها وجنيها وملكها فكل من في السوات عبده وملكه وهو مخلوق مصنوع مربوب فقير من كل وجه ومن لم يعرف هذا لم يعرف شيئاً.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ هدايه الحيارى فى اجابة اليهود والنصارى 2017 ©