الأحد، 13 سبتمبر 2009

الأحد، 13 سبتمبر 2009

اعتراف المقوقس ملك النصارى بمصر بالنبي -صلى الله عليه وسلم-

اعتراف المقوقس ملك النصارى بمصر بالنبي -صلى الله عليه وسلم-
وكذلك ملك دين النصرانية بمصر (المقوقس) عرف أنه نبي صادق ، ولكن منعه من أتباعه ملكه وأن عباد الصليب لا يتركون عبادة الصليب.
ونحن نسوق حديثه وقصته ، قال الواقدي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بداعية الإسلام ، أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم القبط يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون وختم الكتاب.
فخرج به حاطب حتى قدم عليه الاسكندرية ، فانتهى إلى حاجبه فلم يلبثه أن أوصل إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال حاطب للمقوقس لما لقيه : إنه قد كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى فانتقم به ثم انتقم منه ، فاعتبر بغيرك ولا يعتبر بك غيرك.
قال : هات ، قال : إن لنا يناً لم ندعه إلا لما هو خير منه وهو الإسلام الكافي به الله فقد ما سواه، إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش وأعداهم له اليهود وأقربهم منه النصارى ، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد.
وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل ، وكل نبي أدرك قوماً فهم أمته ، فالحق عليهم أن يطيعوه ، فأنت ممن أدرك هذا النبي ، ولسنا ننهاك عن ين المسيح ولكنا نأمرك به .
فقال المقوقس : إني قد نظرت في أمر هذا النبي فرأيته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى ن مرغوب عنه ، ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ، ووجدت معه آلة النبوة من إخراج الخبء والإخبار بالنجوى ووصف لحاطب أشياء من صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : القبط لا يطاوعونني في اتباعه ، ولا أحب أن تعلم بمحاورتي إياك ، وأنا أضن بملكي أن أفارقه ، وسيظهر على بلادي وينزل بساحتي هذه أصحابه من بعده ، فارجع إلى صاحبك.
وأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية له ، ثم دعا كتاباً له يكتب بالعربية فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، لمحمد ابن عبد الله ، من المقوقس عظيم القبط ، سلام عليك ، أما بعد .
فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ، وما تدعو إليه وقد علمت أن نبياً بقي ، وكنت أظن أنه يخرج بالشام ، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وبكسوة وأهديت إليك بغلة لتركبها ، والسلام عليك ، ولم يزد.
والجاريتان : مارية وسيرين ، والبغلة : دلدل ، وبقيت إلى زمن معاوية .
قال حاطب فذكرت قوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ضن الخبيث بملكه ، ولا بقاء لملكه .
إسلام حيفر وعبيد ابني الجلندي من ملوك النصارى
وكذلك ابنا الجلندي ملكا عمان وما حولها من ملوك النصارى أسلما طوعاً واختياراً ، ونحن نذكر قصتهما وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما ، وهذا لفظه: بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد الله إلى حيفر وعبيد ابني الجلندي ، سلام على من اتبع الهدى … ( أما بعد) .
فإني أدعوكما بداعية الإسلام ، أسلما تسلما ، فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين ، وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما مكانكما ، وإن أبيتما أن قرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما ، وخيلي تحل بساحتكما ، وتظهر نبوتي على ملككما .
وختم الكتاب وبعث به مععمرو بن العاص.
قال عمرو : فخرجت حى انتهيت إلى عمان ، فلما قدمتها انتهيت إلى عبيد وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقاً ، فقلت : إني رسول الله إليك وإلى أخيك ، فقال أخي المقدم على بالسن والملك ، وأنا أوصلك إليه حتى يقرأ كتابك ، ثم قال لي : وما تدعو إليه ، قلت أدعوك إلى الله وحده لا شريك له وتخلع ما عبد من عبد من دونه ، وتشهد أن محمداً عبده ورسوله.
قال : يا عمرو إنك سيد قومك فكيف صنع أبوك فإن لنا فيه قدوة ؟ قلت: مات ولم يؤمن بمحمد وودت أنه كان أسلم وصدق به ، وكنت أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام.
قال : فمتى تبعته؟ قلت : قريبا ، فسألني أين كان إسلامي ؟ فقلت عند النجاشي وأخبرته أن النجاشي قد أسلم .
قال : فكيف صنع قومه بملكه ؟ قلت : أقروه.
قال : والأساقفة والرهبان ؟ قلت : نعم.
قال : انظر يا عمرو ما تقول إنه ليس خصلة في رجل أفضح له من كذب.
قلت : ما كذبت وما نستحله في ديننا ثم قال : ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي. قلت : بلى.
قال : بأي شئ علمت ذلك ؟ قلت : كان النجاشي يخرج له خراجاً فلما أسلم وصدق بمحمد قال لا والله لو سألني درهماً واحداً ما أعطيته ، فبلغ هرقل قوله ، فقال له نياق أخوه : اتدع عبدك لا يخرج لك خراجاً ويدين ديناً محدثاً ؟ قال هرقل : رجل يرغب في دين واختاره لنفسه ما أصنع به ، والله لولا الضن بملكي لصنعت كما صنع.
قال : انظر ما تقول يا عمرو ؟ قلت : والله لقد صدقتك.
قال : عبيد : فأخبرني ما الذي يأ/ر به وينهى عنه ؟ قلت : يأمر بطاعة الله عز وجل وينهى عن معيته ، ويأمر بالبر وصلة الرحم وينهى عن الظلم والعدوان ، وعن الزنا وشرب الخمر ، عن عبادة الحجر والوثن والصليب.
فقال : ما أحسن هذا الذي هذا الذي يدعو إليه لو كان أخي يتابعني لركبنا حتى نؤمن بمحمد ونصدق به ، ولكن أخي أضن بملكه من أن يدعه ويصير دينا.
قلت : إنه إن أسلم ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه فأخذ الصدقة من غنيهم فردها على فقيرهم .
قال : إن هذا لخلق حسن ، وما الصدقة ؟ فأخبرته بما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدقات في الأموال حتى انتهيت إلى الإبل.
فقال : يا عمرو ويؤخذ من سوائم مواشينا التي ترعى الشجر وترد المياه ؟ فقلت : نعم ، فقال : واله ما أرى قومي في بعد دارهم وكثرة عددهم يطيعون بهذا.
قال : فمكثت ببابه أياماً وهو يصل إلى أخيه فيخبره كل خبري .
ثم إنه دعاني يوماً فدخلت عليه فأخذ أعوانه بضبعى فقال : دعوه ، فأرسلت ، فذهبت لأجلس فأبوا أن يدعوني أجلس ، فنظرت إليه فقال : تكلم بحاجتك ، فدفعت إليه الكتاب مختوماً ففض خاتمه فقرأه حتى انتهى إلى آخره ، ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثل قراءته إلا أني رأيت أخاه أرق منه ، ثم قال : ألا تخبرني عن قريش كيف صنعت ؟ فقلت : اتبعوه إما راغب في الإسلام وإما مقهور بالسيف.
قال : ومن معه ؟ قلت : الناس قد رغبوا في الإسلام واختاروه على غيره وعرفوا بعقولهم مع هدى الله إياهم أنهم كانوا في ضلال ، فما أعلم أحداً بقي غيرك في هذه الحرجة ، وإن أنت لم تسلم اليوم وتتبعه يوطئك الخيل ويبيد خضراءك ، فأسلم تسلم ويستعملك على قومك ولا تدخل عليك الخيل والرجال .
قال : دعني يومي هذا وارجع إلى غداً.
فرجعت إلى أخيه فقال : يا عمرو إني لأرجو أن يسلم إن لم يضن بملكه .
حتى إذا كان الغد أتيت إليه فأبى أن يأذن لي فانصرفت إلى أخيه فأخبرته أني لم أصل إليه فأوصلني إليه، فقال : إني فكرت فيما دعوتني إليه فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلاً ما في يدي وهو لا يبلغ خيله ههنا ، وإن بلغت خيله ألفت قتالا ليس كقتال من لاقى ، قلت : وأنا خارج غداً ، فلما أيقن بمخرجي خلا به أخوه فقال : ما نحن فيما قد ظهر عليه ، وكل من أرسل إليه قد أجابه ، خلا به أخوه فقال : ما نحن فيما قد ظهر عليه ، وكل من أرسل إليه قد أجابه ، فأصبح فأرسل إلى فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعاً وصدقا النبي صلى الله عليه وسلم ، وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ هدايه الحيارى فى اجابة اليهود والنصارى 2017 ©